انتاركتيكا

أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية)

أنتاركتيكا Antarctica هي القارة القطبية الجنوبية المؤلفة من كتلة من اليابسة مغطاة بالجليد وبالثلوج الدائمة. وتعود تسميتها بالقارة القطبية الجنوبية إلى موقعها في المنطقة المحيطة بالقطب الجنوبي الذي يقع في أواسطها. ويطلق عليها بعضهم اسم القارة المتجمدة الجنوبية، وهذا يعود إلى كونها قارة متجمدة دائماً، لأن درجة الحرارة المتوسطة لا ترتفع فيها إلى ما فوق التجمد (الصفر المئوي) في أي فصل من فصول السنة.
تقع القارة جميعها تقريباً ضمن الدائرة العرضية 60 جنوباً حتى القطب الجنوبي عند نهايات المحيطات الكبرى الثلاثة (الهادئ والأطلسي والهندي) (الشكل 1)، بعيدة عن قارات العالم الجنوبية مسافات شاسعة، فهي تبتعد عن إفريقية[ر] 3600كم، وعن جزيرة تسمانية[ر] 2500كم، وعن القارة الأمريكية الجنوبية[ر] نحو 1000كم. وهي بخطوطها الكبرى تأخذ شكل دائرة تقريباً يراوح نصف قطرها بين 2200 - 2300كم، وتشغل مساحة تقدر بنحو 12.5 مليون كم2. ويصل طول شواطئها إلى نحو 28 ألف كم بما في ذلك من عتبات الجليد العائمة.
الكشف والسيادة على أجزائها
هناك جدل كثير في شأن الكاشف الفعلي للقارة القطبية الجنوبية. وتعدّ البعثة التي قادها الإنكليزي جيمس كوك بين عامي 1772 - 1775 البعثة الأولى الفعلية التي اقتربت من القارة الجنوبية عام 1773. وفي 30 كانون الثاني عام 1820م كشف الإنكليزي «برانسفيلد» الطرف الشمالي لشبه جزيرة القارة الجنوبية. وفي المدة بين 1820ـ1822 اقترب الروسي بلينغهاوزن منها، وتمكن من رؤية أطرافها، ووصل إلى المنطقة التي وصل إليها برانسفيلد، وفي أيلول عام 1823 كشف وِيدّل البحر الذي يحمل اسمه والذي يمتد جنوباً حتى خط العرض الجنوبي 74ْ من دون أن يتجمد.
وفي عام 1841 كشفت البعثة الإنكليزية بقيادة روس Ross البحر الذي حمل اسمه (بحر روس) والعتبة الجليدية (عتبة روس الجليدية). كما كشف روس الجبال الممتدة عبر القارة. وفي المدة من عام 1902 إلى 1904 قام الإنكليزي سكوت برحلة محلقاً بالمنطاد فوق جزء من القارة، فبلغ درجة عرض 82 درجة و17دقيقة جنوباً ثم عاود الانطلاق إلى قلب القارة القطبية في عام 1910 من محطة ماك موردو متجهاً نحو القطب الجنوبي. وفي يوم 14 كانون الأول عام 1911 استطاع النرويجي روالد أموندسنR.Amundsen بفريقه المؤلف من خمسة رجال أن يصل إلى القطب الجنوبي. وفي المدة بين 1911 و1914 استطاع الأسترالي دوغلاس ماوسون D.Mawson's أن يكشف الشواطئ المقابلة مباشرة لأسترالية.
وفي المدة من 1928 - 1948 قاد الأمريكي ريتشارد بيرد R.Byrd عدة بعثات أمريكية إلى القارة القطبية، حتى تمكن في بعثته الرابعة (1946 - 1948) من كشف معظم معالم القارة، حيث التقط من الطائرة ما يزيد على 70 ألف صورة جوية.
وتمكن البريطاني السير فيفيان فوش V.Fuchs في عامي 1957 - 1958 من عبور أرض القارة مسجلاً وصوله إلى القطب الجنوبي بتاريخ 12 كانون الثاني عام 1958. وفي المدة من 1957 إلى 1960 تمكن الكاشفون الأمريكان من التجوال في بقع مختلفة من القسم الغربي من القارة. وفي الوقت نفسه كان الكاشفون السوفييت يحاولون عبور القسم الشرقي من القارة (الشكل 2). ومنذ تلك الأيام لم تتوقف بعثات الكشف والدراسة عن التوجه إلى القارة القطبية الجنوبية، من دول مختلفة كبريطانية وفرنسة والنروج والاتحاد السوفييتي (سابقاً) والولايات المتحدة وأسترالية والتشيلي وغيرها.
ولقد بسطت كل دولة من الدول التي وجهت بعثات كاشفة نحو القارة الجنوبية، نفوذها على مناطق معينة، وأقامت في مناطق أخرى محطات أو مراكز تخصها، ومن تلك الدول: الولايات المتحدة وبريطانية وفرنسة والنروج وأسترالية والأرجنتين والاتحاد السوفيتي (سابقاً) وتشيلي ونيوزيلندة وبلجيكة واليابان وإفريقية الجنوبية وبولندة (الشكل 3).
تضاريس القارة وجيولوجيتها ومناخها
تتصف القارة القطبية الجنوبية بكثرة البروزات والخلجان في سواحلها، ومن أكبر تلك الخلجان، خليجا بحر روس وبحر وِيدّل، اللذان يتوغلان في القارة حتى يقل طولها أو عرضها عندهما إلى قرابة 1200كم. ويقسم هذان الخليجان القارة إلى قسمين، أحدهما غربي محدود المساحة، والآخر شرقي يؤلف نحو 75% من مجموع مساحة القارة. ويمتد على طول الحد الفاصل بين القسمين سلسلة جبلية هي الجبال العابرة للقارة القطبية الجنوبية (الشكل 4).
وتبدو القارة بشكل هضبتين مختلفتي الارتفاع. أما وسطي الارتفاع العام للقارة فهو بحدود 1900م (متوسط ارتفاع القسم الغربي 1240م، والقسم الشرقي 2590م). وأعلى قمة جبلية صخرية فيها هي قمة جبل فنسون (5140م) في جبال السوورث في برزخ جبال الحرس عند خط عرض 79ْ جنوباً، وطول 85ْ غرباً. ويبلغ ارتفاع القبعة الجليدية التي تغطي القارة 4720م في أعلى نقاطها في الجزء الشرقي، في حين لا ترتفع القبعة الجليدية في القسم الغربي إلى أكثر من 2250م. ونسبة أراضي القارة الخالية من الجليد محدودة جداً لا تزيد على 0.02% (2500كم2) من مساحة القارة، وتشمل بعض قمم الجبال الهَرَمية، المعروفة باسم نوناتاك Nunatak، كما في قمم أرض فيكتورية، وقمة جبل تاكاهي (112 درجة غرباً)، كما تشمل الشواطئ المنخفضة، ورأس آدار، وهاليت، وبعض الجزر. وهناك بعض الأودية الخالية من الجليد، كأودية تايلور ورايت، وفيكتورية، التي تضمحل فيها ألسنة الجليد الهابطة من القبعة الجليدية والجليديات المحلية، وتنتهي غالباً فيها بجرف شديد الانحدار. وتتصف الأودية بشكلها المعلفي المميز الذي يقترب من حرف U، وهي السمة المميزة للأودية الجليدية التي يوجد في قاعها الحصى والرمال التي وضعتها مياه الذوبان النادرة.
كانت القارة القطبية الجنوبية في تاريخ الأرض القديم جزءاً من قارة غوندوانة التي كانت تضم، إفريقية وقسماً من شبه الجزيرة العربية وأمريكة الجنوبية وأسترالية وشبه جزيرة الهند ثم انفصلت عنها منذ نحو 200 مليون سنة (أوائل الحقب الجيولوجي الثاني) متباعدة في حركة جنوبية لتستقر وفق شكلها الحالي وموضعها منذ أواخر الحقب الثالث. وتتركب على العموم من ركيزة صخرية قديمة من صخور الغنايس Gneiss والصخور الأخرى المتحولة التي تعرضت للالتواء في أزمنة ما قبل الكمبري، وفي العصر الديفوني من الحقب الأول أيضاً، ثم تعرضت فيما بعد لعملية تسوية شديدة، وتغطت بعدئذ برسوبات صخرية. ولقد تعرضت لنشاط اندفاعي أدى إلى تدفق الحمم البركانية عليها في العصر الجوراسي من الحقب الثاني. وشهدت القارة تصدعات كبيرة في الحقب الثالث سببت ظهور الجبال العابرة، والاندفاعات البركانية. وفي الحقب الرابع بدأ عهد الجليد الكبير القاري، الذي ما يزال مستمراً حتى اليوم.
المناخ
ومناخ القارة القطبية الجنوبية قطبي، فحرارتها منخفضة عادة إلى حد لا يستطيع الإنسان تحمله حتى في فصل الصيف إلا إذا حمى نفسه. ورياحها عاصفة دائمة تقريباً، وهطلها ثلجي في معظمه، مطري في أقله.
ويتركز قطب البرد الأرضي اليوم في القارة القطبية الجنوبية، إذ سجلت درجة حرارة مقدارها -88.3 درجة مئوية في محطة فوستوك السوفييتية في شهر آب عام 1960، في حين لم تسجل فيها درجة حرارة عظمى مطلقة تزيد على 12 درجة مئوية في أي جزء من أجزائها (12 درجة مئوية في شبه الجزيرة، +5.6 درجة مئوية في هاليت، +4 درجة مئوية في محطة ماك موردو). وممّا يدل على تجمدها الدائم أن المتوسط السنوي لدرجة الحرارة فيها يراوح بين -5 درجات مئوية عند الأطراف المجاورة لسواحل المحيطات حتى دون -55 درجة مئوية في شرقي القطب بنحو 1000كم، حيث محطة فوستوك الواقعة على ارتفاع 3500م، ومتوسط درجة حرارة شهر تموز فيها بحدود -70 درجة مئوية، وبالقرب من القطب -60 درجة مئوية، وتبلغ عند مستوى سطح البحر في محطة «ليتل أمريكة» الواقعة على العتبة الجليدية نحو -37 درجة مئوية، وفي محطة ميرني -17.4 درجة مئوية، في حين تكون بين 10 إلى 15 درجة مئوية في المجموعات الجزرية الشمالية (الشكل 5).
يسود القارة نظام ضغط جوي عال نسبياً، مع مرور بعض الأعاصير الجبهية فوق البحار الجنوبية متنقلة من الغرب إلى الشرق تجاه حواف القارة. ويكون اتجاه الرياح شرقياً. وتهب الرياح من الشرق والجنوب الشرقي إلى الجنوب والجنوب الغربي في الأجزاء الخارجية من القارة القطبية، ويكثر هبوب الرياح القادمة من الغرب على شبه الجزيرة. وتتباين سرعة الرياح من منطقة إلى أخرى، فتكون سرعتها معتدلة في أواسط القبعة (8م/ثا عند القطب)، وتتزايد بالاتجاه نحو الأطراف لتبلغ 22م/ثا عند الساحل، فإذا تجاوزت سرعة الرياح 10م/ثا فإنها تكنس الثلوج فتنخفض الرؤية.
والرطوبة المطلقة منخفضة جداً. فضغط بخار الماء لا يزيد على 0.003 مليبار. والرطوبة النسبية مرتفعة يقارب وسطيها 70%. ومن شدة البرد فإن الهطل يكون جميعه تقريباً على هيئة ثلوج. ولا يعرف المطر إلا في شمالي شبه الجزيرة. ولا تسمح الرياح الشديدة السرعة بتسجيل القيم الفعلية للهطل الثلجي، ولكن مع ذلك فإن التقديرات والقياسات كافة تعطي قيماً للهطل الثلجي بما يكافئه من هطل مطري بحدود 100 - 350 مم وسطياً، وإن كان يهبط في أواسط القبعة الجليدية إلى ما دون 70مم ويصل إلى نحو 400مم وسطياً في شبه الجزيرة، وإلى نحو 200 - 250مم في شواطئ القارة الأخرى. ومما يميز هذه القارة أيضاً عواصفها الثلجية التي تذهب بجزء من الثلج إلى البحار والجزء الآخر يتراكم ليؤلف الحقول الجليدية.
الغطاء الجليدي
القارة القطبية الجنوبية هي قارة الجليد، فيابسها تجلله قبعة هائلة من الجليد يصل أعلى ارتفاع لها إلى 4720م. وهذه القبعة الهائلة الامتداد والثخانة هي انعكاس لظروف المناخ الشديدة القسوة. وتشير التقديرات إلى أن ثخانة الغطاء الجليدي عموماً نحو 2000م، في حين تبلغ أكبر ثخانة تم قياسها 4335م على بعد 200كم إلى الشرق والجنوب الشرقي من بيرد.
ويتكون الجليد في القارة على نحو مستقر وثابت كما يظهر على شكل عتبات جليدية طافية ومتلاحمة مع الصخر من جهة البحر، والتي تتركز في فجوات البحار كما في عتبتي روس وفيلكنر، أو في الخلجان كعتبة إيمري، أو بين الجزر والقارة كعتبة غيتز وعتبة جورج السادس، أو أنها تمتد بين الجزر كعتبة الغرب وبين الرؤوس كعتبة الليدي نيونيس، أو بين هذه وتلك كعتبة لارسن. وتراوح الثخانة المتوسطة للعتبات الجليدية بين 200 - 500م. وقد دلت الأسبار على أن بنيتها مكونة من الأعلى إلى الأسفل: من 10 أمتار من الثلج وتحتها 10ـ 50 م من الثلج المتراص، ودون ذلك الجليد.
وفي المناطق الجبلية، كالجبال العابرة وغيرها، تنتشر جليديات محلية مشابهة لجليديات جبال الألب، يصل بعضها إلى البحر ممتداً فيه كلسان من الجليد الطافي. ومياه البحار المحيطة بالقارة تتعرض للتجمد شتاءً حتى الدائرة القطبية الجنوبية مؤلفة بذلك حقولاً جليدية تعرف بالبانكيز Banquise. وتشتمل القارة على بعض البحيرات المائية الصغيرة في الصيف، أكثرها اتساعاً بحيرة فاندا، وأعمقها بحيرة فيغورنوي، وأشدها ارتفاعاً بحيرة أوبرسي.
النبيت والوحيش
تتركز الحياة كلها تقريباً في القارة القطبية الجنوبية في البحر أو على هوامشه وأطرافه. فالبحر وهوامشه غنيان بالبلانكتون (نباتات وحيوانات مجهرية مائية). وفي البحار قريباً من شواطئها تكثرالطحالب. وفيما بين سطح الماء وعمق 4م قليل من اللافقاريات، التي تزداد عدداً وحجماً بين عمقي 4 - 200م. وقد تم إحصاء أنواع كثيرة من الديدان الحلقية، والإسفنجيات، والقشريات وخاصة الجنس إيفوزيا Euphausia الذي يتغذى بالبلانكتون مؤلفاً بذلك غذاء للأسماك والحيتان، وتوجد كذلك أنواع من الرخويات (المحار). يضاف إلى ما تقدم أنواع كثيرة من الأسماك الشاطئية (قرابة 66نوعاً). وتعد الحيتان والفقمة (عجول البحر) وسباع البحر otary من أهم حيوانات البحار القطبية الجنوبية.
والحياة على بر القارة الجنوبية أقل وفرة مما هي في مياهها. فبالإضافة إلى الطحالب والفطور العليا، توجد الأشنيات والكبديات، وهي نباتات قريبة الشبه بالطحالب. وتقل النباتات ذوات الجذور كثيراً فلا يوجد منها سوى نوعين، أحدهما نوع من الحبوب، والآخر نوع من القرنفل الصغير. كما لا يوجد في القارة الجنوبية أي نوع من الثدييات أو الزواحف. ولكنها غنية نسبياً بالحشرات، ففيها 22 نوعاً منها. يضاف إلى ذلك أنواع متعددة من الطيور التي تعيش على هوامش القارة وفوق حقول الجليد (البانكيز)، وتعتمد في غذائها على البحر، ومن أهم أنواع الطيور البطريق eudyptula والمانشو وضامة الكاب، وطيور السكووا skua، إضافة إلى أكثر من مئة نوع آخر من الطيور، بعضها مستقر، والآخر فصلي مهاجر.
محطات الإقامة الدائمة للعاملين في القارة
يعدّ عام 1904 تاريخ إنشاء أول محطة دائمة للعاملين في القارة، وهي التي أنشأها الأرجنتينيون في جزيرة لوريا من جزر أوركاد Orcad الجنوب. ومنذ عام 1942 حتى عام 1955 تأسست في شبه جزيرة القارة 21 محطة تخص الأرجنتين وبريطانية والتشيلي. وفي عام 1958 كان على أرض القارة المتجمدة 41 محطة دائمة تقوم 11 دولة على رعايتها. وتقهقر هذا العدد إلى 35 محطة بين عامي 1962 - 1965، ثم أخذ بالتزايد فيما بعد. وهذا يعني حدوث استقرار دائم لعدد محدود من الناس، بلغ 17 شخصاً في عام1942 و79 شخصاً في عام1950 و902 في عام 1958 و800 شخص في عام 1965 من جنسيات مختلفة (أمريكية وسوفييتية وبريطانية وأرجنتينية وتشيلية وفرنسية وغيرها). وهنالك أعداد أخرى من المحطات الفصلية المؤقتة وقد وصل عددها إلى 40 محطة عام 2000. ويتركز معظم المحطات في الأجزاء القريبة من ساحل البحر، وخاصة غربي القارة. وتعدّ الزحافات التي تجرها الكلاب أهم وسيلة نقل فوق جليد القارة. وإن كانت تستخدم في هذه الأيام العربات المجنزرة، والدراجات النارية المزودة بسلاسل، والطائرات، والزحافات ذات المحرك النفاث.
أهمية القارة ومستقبلها
تعد القارة مصدر الكثير من الموارد الأساسية في المستقبل لسكان القارات الأخرى. إذ يمكن أن تؤلف أحد مصادر استخراج الصادات (مضادات الحيوية) المتركزة في النباتات المجهرية البحرية. وهي تحتوي على ثروة معدنية وافرة لم يكشف بعد إلا القليل منها كالأورانيوم والنحاس وقليل من الفحم. وتكمن أهميتها أيضاً في جبالها الجليدية المصدر الاحتياطي للمياه العذبة، وفي رياحها التي هي مصدر لتوليد الكهرباء، وفي جليدها الذي يجعل منها برّاداً طبيعياً لحفظ الأغذية. وهي بلا شك أرض خصبة للأبحاث الأساسية في علوم المناخ والجليديات والمحيطات وغيرها. ويتوقف مستقبل هذه القارة على درجة الاتفاق بين الدول التي وطئت أرضها أقدام أبنائها. ومدى إمكان تدويلها وجعلها قارة محبة وسلام.
أقامت 12 دولة قواعد لها في القارة القطبية الجنوبية والجزر البعيدة عن الشاطئ. وشاركت الولايات المتحدة الأمريكية مشاركة فعّالة بقواعدها. ونظمت حملة بحرية أمريكية في تشرين الثاني عام 1955 لإقامة قواعد علمية على خليج الويلز Bay of Whales. كما أسست الأرجنتين قاعدة بلغرانو Belgrano Base  على الرصيف الجليدي في فلشنر Filchner Ice Shelf في عامي 1954ـ 1955 إضافة إلى عمليات طيرانية نحو جنوب هذه المنطقة المعروفة. وأقام الفرنسيون قاعدة على شاطئ أديلي Adelie Coast، بينما أقام اليابانيون قاعدة البرنس أولاف Prince Olav Coast، وأقام البلجيكيون محطة العام الجيوفيزيائي العالمي IGY في قاعدة كوين مود لاند Queen Maud Land في حين أنشأ النروجيون محطاتهم نحو الداخل من شاطئ برنس مارثاكوست Prince Martha Coast. وأنشئت المحطة النيوزيلندية - الاسكتلندية في موقع برام Pram Point في جزيرة روْس Ross Island في كانون الثاني عام 1957. وجدد الروس اهتمامهم في البحر القطبي الجنوبي فأرسلوا سفينة لقاعدتهم ميرني Mirnny على شاطئ كوين ماري Queen Maryوقاعدة ذات موقع متقدم تدعى بيونيرسكايا Pionerskaya، وأعاد الأستراليون تزويد القاعدة ماوسون.
وقام برنامج العام الجيوفيزيائي العالمي في31 كانون الأول من عام 1958 بوساطة فريق عالمي وهو لجنة البحث الخاصة؛ على القارة القطبية الجنوبية لمتابعة مظاهر متعددة من البحث. فقامت بعض الدول بإنقاص أنشطتها وأوقفت دول أخرى الاشتراك وزادت أخرى من جهودها العالمية.
وفي نهاية عام 1966 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد محطات مثل: محطة القطب الجنوبي، ومحطة بيرد Byrd، ومحطة ايتو Eighto ومحطة بلاتو Plateau، ومحطة بالمر  Palmer بما يلزم من تجهيزات. وذلك من أجل إجراء دراسات أوقيانوغرافية وبيولوجية على جزيرة أنفرس Anvers Island. ومنذ عام 1962 تقوم القاعدة القومية العلمية بإجراء بحث أوقيانوغرافي وبحث يتعلق بالغلاف الأيوني من المخبر العلمي العائم.
Share on Google Plus

عن هاني ديزاد oezi loi

مؤسس موقع إعرف اكثر مهووس بالتقنية والانترنت قام بتاسيس الموقع لافادة الناس
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق